من أخطر العبارات التي يجب أن تنتبه إليها الزوجة إذا بدأت تصدر على لسان زوجها أن يقول إنه يشعر وكأنه غير متزوج ويشعر وكأن هذه الزوجة مثل الأخت الشقيقة أو الإنسانة المحرمة عليه، لأن هذه العبارات تشير إلى أن الرجل يتهم زوجته من داخله بأنها المسؤولة عن ضياع السعادة المأمولة في العلاقة الزوجية، إما لعدم إهتمامها بالجوانب الجمالية والزينة أو لإصابتها بحالة من البرود في المشاعر والإحساس.
وحتى تضمني أن رغبة زوجك كرجل وكإنسان قد بدأن تستيقظ فإعلمي في البداية أنه يتمّ التعبير عن الرغبة عن طريق العواطف والأحاسيس قبل أن تتجسّد في العلاقة الحميمة، وأنه ودائماً ما تكون زيادة هذه الرغبة ذات طبيعة غامضةً، يصعب تحليلها وفهمها، بل وحتى تقبّلها، وعلى الرغم من ذلك، يجب التعامل مع الرغبة بإعتبارها أساساً لقوة وصحة الحياة زوجيّة بصورة فعّالة وإيجابيّة.
والحقيقة أن الرجل والمرأة مختلفان من حيث التركيبة السيكولوجيّة والفيزيولوجيّة، ولكنّهما يكمّلان بعضهما البعض، بما في ذلك الرغبة، وصولاً إلى إتمام العلاقة الحميمة والتكامل الإيجابي خلالها، وقد يكون من الصعب أحياناً فهم وتفسير الإختلافات بينهما.
وعلى الزوجة إدراك حقيقة أن العلاقة الحميمة هي سلسلة من الإرتباطات، تنشأ مع الرجل في مراحل مبكرة من العمر، وتتعلق بلون البشرة والشعر والرائحة وطريقة المشي، لذلك فإنّ لكلّ رجل امرأة معيّنة ذات طراز محدد تحرّك مشاعره، لأنّ هذه المرأة لا تكون مجرد إنسانة منتمية لعالم حواء فقط ولكنها في الحقيقة تكون عبارة عن مجموعةً من الإرتباطات الشرطيّة التي حدثت في تاريخ هذا الرجل وعلاقاته العاطفيّة.
والحقيقة أن تلك الارتباطات تندمج فيما بينها وتكون صورة ذهنية عندما تأتي المرحلة التي يريد خلالها الرجل إختيار شريكة حياته، ويجب أن تكون نقطة البداية هي كون هذه المرأة مقبولةً لديه من حيث الروح وأن تكون مصدراً لإثارة حواسّه.
والرغبة عند الإنسان تخضع لسيطرة وقيادة مراكز العواطف في المخ التي تتولى مهمة تحريك الجهاز العصبيّ اللاإرادي، وفي المقابل، حين يقلق الرجل مثلاً، يمكن أن تبرد العزيمة لديه لإتمام العلاقة الحميمة مع زوجته، كما يمكن أن يصاب بسرعة غير مرغوبة في الوصول إلى الذروة.
أما بالنسبة للمرأة فالرغبة لدى الزوجة نادراً ما تكون رغبةً غرائزيّة، مثل الرغبة لدى أغلب الأزواج بشكلٍ عامّ، بل إن المرأة يجب أن تكون هناك عوامل تُطلق رغبتها، وتتضمن هذه العوامل المشاعر الرومانسية، والبيئة النفسية المناسبة، وأن تشعر بمدى الإهتمام من جانب زوجها.
وتوجد مسبّبات أخرى لمشكلة العلاقة الحميمة عند الرجل من بينها تأثّر العلاقة بطبيعة القدرة على الإفصاح عن معاناتهم مع زوجاتهم، وهذا يسبّب سوء تواصلٍ يؤدّي إلى فتورٍ في العلاقة.
وأحياناً يفرض الزوج أموراً غير لائقة قد تصيب الزوجة بحالة من الرفض والكراهية لكل محاولة منه لإقامة العلاقة، وهذا الرفض يمكن أن يلازم حياتها، وقد ينتهي الأمر بالزوج بالتذمّر منها إلى درجة الإقتناع بأنها تعاني من البرود.
المصدر: موقع رسالة المرأة.